قال ناشطون إن ما لا يقل عن 24 شخصا قتلوا اليوم الأحد برصاص الجيش والأمن، معظمهم في إدلب و حمص , بينما شهدت دمشق انتشارا أمنيا وعسكريا كثيفا تحسبا لاحتجاجات على نطاق أوسع وعصيان مدني.
وقالت لجان التنسيق المحلية إنه قتل 23 شخصا، بينهم سيدتان، منهم تسعة في إدلب وعشرة في حمص, بينما قتل شخص واحد في كل من درعا ودير الزور وحماة وريف دمشق.
قتلى جدد
وقدمت الهيئة العامة للثورة السورية حصيلة مقاربة للحصيلة التي أوردتها لجان التنسيق، بيد أنها قالت إن عدد القتلى 24.
وقالت الهيئة العامة للثورة ولجان التنسيق إن من بين القتلى في إدلب النائب العام في المحافظة نضال غزال والقاضي محمد زيادة ومحامياً وطبيباً, إضافة إلى ثلاثة أفراد من عائلة واحدة.
وتبادل الناشطون والسلطات السورية الاتهامات بشأن المسؤول عن مقتل النائب العام والقاضي. ففي حين نسبت السلطات حادثتيْ الاغتيال إلى مجموعات مسلحة, اتهم ناشطون السلطات بتصفيتهما.
وقال الناشط علاء الدين اليوسف للجزيرة إن النائب العام والقاضي قتلا داخل المربع الأمني في إدلب، بعد كشف انخراطهما في أنشطة تتعلق بالانشقاقات عن النظام. وفي إدلب أيضا, تحدثت لجان التنسيق عن تطويق ودهم الجيش لقرى تقع على الحدود مع تركيا.
وأكد ناشطون مساء اليوم مقتل شخصين في قصف للقوات السورية على حيّيْ كرم والزيتون وباب السباع بحمص. وفي حمص أيضا, شهد حي بابا عمرو اليوم قصفا متقطعا, في حين قتلت سيدة برصاص الأمن في بلدة السخنة ببادية المحافظة. وتحدث ناشطون عن إطلاق نار في حي السكري بحلب أوقع جرحى.
وقالت وكالة الأنباء السورية من جهتها إن مسلحين فتحوا اليوم النار على حافلة لنقل الركاب بين قريتيْ كفر الطون وتل سكين في ريف حماة، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم طالب. وأضافت أن قوات الأمن لاحقت مسلحين في حي باب قبلي بحماة وقتلت ثلاثة منهم.
وتحدثت الوكالة أيضا عن عمليات دهم في سقبا وحمورية وعربين وكفر بطنا بريف دمشق, أفضت إلى اعتقال مسلحين وضبط كميات كبيرة من الأسلحة.
استنفار بدمشق
وبالتزامن مع العمليات العسكرية والأمنية في جل المحافظات, طوق الجيش والأمن السوريان اليوم عدة أحياء في دمشق لمنع خروج مزيد من المظاهرات المناهضة للنظام، بعد المظاهرة الضخمة التي وقعت أمس في حي المزّة القريب من مواقع إستراتيجية بينها القصر الجمهوري.
وانتشرت قوات كبيرة في المزّة وأجبرت عائلة الناشط سامر الخطيب (34 عاما) -الذي قتل في احتجاجات أمس- على دفنه في الصباح الباكر بدلا من الموعد المعلن عنه بعد العاشرة صباحا.
كما فرضت القوات السورية حصارا على أحياء أخرى تعد معاقل احتجاج في دمشق مثل القدم والميادين وجوبر.
وقال الناشط محمد الشامي لوكالة الصحافة الفرنسية إن معظم المحال التجارية أغلقت في المزّة وكفر سوسة وجوبر والقابون، استجابة لدعوة العصيان المدني في العاصمة التي أطلقها ناشطون.
وتوقع ناشطون خروج مظاهرات كبيرة استجابة لدعوة العصيان. بيد أن القيود الأمنية المشددة لم تسمح سوى بمظاهرات محدودة، بينها مظاهرة خرجت مساء اليوم بالقرب من فرع الأمن الجنائي في حي الميادين, وأخرى في حي القدم وفق ما أظهرته صور على الإنترنت.
وبث ناشطون صورا لمظاهرات مسائية أخرى في داريا والمليحة ويبرود بريف دمشق, وفي حي الحميدية بحماة, وفي داعل بدرعا, وكفر نبل بإدلب, والبوكمال بدير الزور, وحي القصور والحولة بحمص, وعامودا والرقة بالحسكة.
كما خرجت مظاهرة في الجورة بدير الزور, بينما فتح الأمن النار على مظاهرة أخرى في حي الحميدية بالمدينة نفسها وفقا لناشطين. وبث ناشطون في وقت سابق اليوم صوار لمظاهرات في مناطق بإدلب بينها جرجناز وكفر نبل, وعتمان بدرعا.